خرج عبدالرحمن من منزله حزيناً لا يعلم إلى أين يذهب قد أخذ الهم منه كل جوارحه ، فبد يكلم نفسه ويهيم كالمجنون ،،، حتى رآه صديقه القديم أحمد ...
أحمد : عبدالرحمن .. عبدالرحمن .. توقف انتظر .
عبدالرحمن : دعني يا أحمد ،،
بدا على أحمد إستغراب ما هكذا كان عبدالرحمن ، لقد أَلمَ به شيء ما ،، ذهب أحمد خلفه وأوقفه ،،
أحمد : مالك تجري بسرعة أحدث شيء .
عبدالرحمن : كلا .. كلا ، دعني وشأني .
ذهب أحمد في طريقه وذهب عبدالرحمن في طريقه ولم يتقابلان لفترة طويلة ،،،، في ذات يوم خرج أحمد من السوق المركزي ورأى أمامه عبدالرحمن فسر كلٌ منهما بلقاء صاحبه ، كل واحد منهما مشتاق لرؤية صاحبه منذ فترة طويلة ،،
أحمد : السلام عليكم يا عبدالرحمن .
عبدالرحمن : وعليكم السلام يا أحمد .
أحمد : أين أنت يا أخي لم أرك منذ زمن .
عبدالرحمن : إنها الدنيا ودناياها قد أشغلتنا بكل نافع وضار ، قل لي كيف أنت ؟
أحمد : نحمد الله ليل نهار ،، قل لي إلى أي مرحلة دراسية وصلت ؟
عبدالرحمن : إنني في الصف الثالث الثانوي ، نسأل الله أن يوفقنا ،،، وأنت ماذا عنك ؟
أحمد : أنا قد سبقتك بسنتين ،، إني في السنة الثانية الجامعية .
عبدالرحمن : وفقك الله يا أحمد ، أستأذنك الآن فأنا مشغول ، أراك لاحقاً .
أحمد : على خير ، هل أراك الجمعة القادمة بعد صلاة العصر في الجامع الكبير ؟
عبدالرحمن : حسناً على خير إن شاء الله .
* * *
رن هاتف منزل أحمد ،،،
والدة أحمد : السلام عليكم ،،
خالد : وعليكم السلام .
والدة أحمد : من المتحدث .
خالد : أنا خالد ، كيف أنتِ يا خالة .
والدة أحمد : بخير ونحمد الله ، كيف حالك وحال والدتك .
خالد : طيبين ولله الحمد ، أ أحمد يا خالة ؟
والدة أحمد : نعم موجود ، انتظر قليلاً .
خالد : حسناً يا خالة !
أحمد : السلام عليكم .
خالد : وعليكم السلام كيف أنت يا أحمد .
أحمد : إني مرهق من شدة الدراسة وهمها .
خالد : أعانك الله .
أحمد : قل لي من رأيت بالأمس يا خالد ؟
خالد : لم أكن حاضراً معك !!
أحمد : لقد رأيت صديقنا القديم في المرحلة المتوسطة عبدالرحمن .
خالد : عبدالرحمن .. عبدالرحمن،، نعم ، نعم ذكرته ، كيف هو الآن وما أحواله قد انقطعنا عنه طويلاً .
أحمد : سأقابله الجمعة القادمة بعد العصر في الجامع الكبير أتذهب معي ؟
خالد : بالطبع نعم ، فإني مشتاق إليه .
أحمد : حسناً موعدنا الجمعة القادمة ، نصلي العصر سوياً .
خالد : حسناً أراك الجمعة القادمة .
أحمد : على خير ، مع السلامة .
خالد : مع السلامة .
* * *
السلام عليكم ورحمة الله ،،، السلام عليكم ورحمة الله
قام أحمد و خالد وخرجا من المسجد ينتظران عبدالرحمن في الخارج ،،، وبعد فترة من انتظارهما لم يأت عبدالرحمن ،، ثم رأى أحمد عبدالله الأخ الأصغر لعبدالرحمن .
أحمد : عبدالله ، عبدالله .
عبدالله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أحمد : وعليكم السلام ، كيف حالك يا عبدالله .
عبدالله : بخير والحمد لله ، من أنت يا أخي ؟ اعذرني فإني لا أعرفك .
أحمد : أنا صديق أخوك عبدالرحمن ، أحمد وهذا خالد صديقنا أيضاً .
عبدالله : تشرفنا ، اعذرني فإني لا أعرفك .
أحمد : أين عبدالرحمن قد ضربنا معه موعداً اليوم بعد صلاة العصر في هذا الجامع ، لكني لم أره ، أهو بخير .
عبدالله : صراحة لا أدري ما أقوله لكم ،،
أحمد : قل يا أخي ، خيراً إن شاء الله .
عبدالله : عبدالرحمن في المستشفى العام ، قد أصابه حادث مروري .
أحمد : أهو بخير الآن ؟
عبدالله : حاله تتحسن يوماً بعد يوم .
خالد : حمداً لله على سلامته ، طهور إن شاء الله .
أحمد : في أي جناح هو ؟
عبدالله : في جناح العظام ، غرفة : (( 257 )) الدور الثاني .
خالد : هل يمكننا زيارته ؟
عبدالله : بالطبع ، فالزيارة مفتوحة الآن .
أحمد : إذن ،، هيا بنا ، هل تريد الذهاب معنا يا عبدالله ؟
عبدالله : (( بإرتباك )) ، أنا .. سأذهب إليه ليلاً .
أحمد : حسناً ، سنذهب نحن الآن ، مع السلامة يا عبدالله .
عبدالله : مع السلامة حفظكم الرحمن .
* * *
* ذهب أحمد وخالد إلى المستشفى ، توجهوا إلى غرفة عبدالرحمن ،، وقبل الدخول رأوا الدكتور خارجاً من الغرفة فسألوه ،،،
خالد : يا دكتور ، كيف عبدالرحمن الآن ، أهو بخير ؟
الدكتور : هو بخير والحمد لله ،، من أنتم ؟
خالد : نحن أصدقائه أنا خالد ، وهذا أحمد .
الدكتور : تشرفنا يا أبنائي ، أنا الدكتور سعد .
خالد : هل يمكننا زيارته يا دكتور ؟
الدكتور سعد : بالطبع نعم ولكني أريد منكم خدمة .
أحمد : تفضل يا دكتور بكل سرور .
الدكتور سعد : صديقكم عبدالرحمن لم يتكلم معي ، وأراه مكتئباً ، فهل باستطاعتكم التحدث معه ،،
أحمد : سنحاول يا دكتور .
الدكتور سعد : حسناً إنه راقداً على سريره في الجهة اليمنى .
أحمد : شكراً لك يا دكتور وسنوافيك بأخباره .
* وذهب أحمد وخالد وطرقا الباب ،، ولم يرد عليهما عبدالرحمن طرقا الباب مرةً ثانية ،، فضنا أنهم أخطئا في الغرفة ، وبعد قليل رد عليهما قائلاً .. تفضل ،،
فدخلا عليه فرأياه مُمدد الرجلين واليدين ، مشدود الرأس ، يَئِنُ من شدة آلامه ، بدا السرور على وجههُ حينما رآنا ،فسلمنا عليه وذكرته بزميلنا خالد ،، كان السرور ظاهراً بتعابير وجهه ، وأجلسنا بجانبه على السرير ،،،
أحمد : كيف أنت الآن يا عبدالرحمن .
عبدالرحمن : بخير والحمد لله ، إني الآن أفضل من السابق .
أحمد : أتحس في آلام ؟
عبدالرحمن : بالطبع نعم ، فأنا لا أنام الليل !!
أحمد : رأينا الدكتور سعد وهو خارجاً منك وطمأننا أنك بخير .
خالد : قل لي كيف حدث ذلك يا عبدالرحمن .
* فأجهش بالبكاء وبكى طويلاً !!
خالد : أنا متأسف إن كنت قد أزعجتك بشيء .
عبدالرحمن : لا . لا ، إنها حادثة طويلة .
أحمد : هل بالإمكان أن نعرفها لعلنا نحل لك منها ما استطعنا .
خالد : نحن أصدقائك وما يضرك يضرنا ، وما يفرحك يفرحنا .
أجاب عبدالرحمن : بدأت القصة قبل ثلاث سنوات تقريباً حينما بدأت أقود السيارة ،،
أحمد : وما المشكلة في ذلك .
عبدالرحمن : حين بدأت أقود السيارة و أتعلم القيادة مع أخي الأكبر يوماً فيوماً ، إلى أن أتقنتها وتقدمت لقسم المرور للحصول على رخصة القيادة ، فتقدمت للاختبار واجتزته بنجاح وحصلت على الرخصة ، في هذه الأثناء أُبتعث أخي الأكبر عبدالعزيز إلى الدراسة خارج البلاد ، وبدأت من تلك الأيام مأساتي فقد حملت عاتق عمله المنزلي ،، وكما تعلمون أني كأي شاب في هذه المرحلة لي ميولي وأطباعي ، فأريد الخروج مع زملائي وأقراني ، ولكن عمل المنزل أحاط بي من كل جانب ، حتى أنه أتى يوم من الأيام وقد طلب مني والدي أن أذهب به إلى السوق ، وفي الوقت نفسه أريد أن أذهب مع زملائي إلى النادي الرياضي ، فرددت عليه قائلاً : كلا لن أُوصلك لأني مشغول . سأذهب اليوم إلى النادي ،، ومن يومها وأنا في شقاء ،، أتعلمون لماذا ؟
فرد عليه أحمد وخالد بصوت واحد : لماذا ، مالمشكلة التي حدثت ؟
عبدالرحمن : لأن والدي قد دعا علي قائلاً : (( اللهم إني أسألك أن أراه في المستشفى مكسوراً جبيراً ... )) ومن ذلك اليوم وأنا في شقاء وخوف لهذه اللحظة ، وها أنا قد وقعت فيها ،،
يتيع...........